تنظر محكمة "جنح مستأنف طنطا" غداً (الأحد) استئناف المحاميين (إيهاب ساعي الدين ومصطفى فتوح)، المتهميْن بصفع باسم أبو الروس (مدير نيابة ثاني طنطا).
وأمر وزير الداخلية "اللواء حبيب العادلي" بنشر قوات الأمن المركزي والمباحث الجنائية ومباحث أمن الدولة داخل المحاكم بكثافة شديدة اليوم وغداً (الأحد)؛ خشية حدوث مصادمات أو مشاحنات خلال اعتصام المحامين وتظاهرهم في المحاكم؛ فيما نقل دفاع المحاميين المحبوسين رغبتهما في عدم حضور عدد كبير من المحامين؛ وفقاً لـ"الشروق".
وقد أكّد وجيه سلطان (المحامي بالنقض ووكيل المحاميين المحبوسين) أنهما طلبا منه إثبات تنازلهما في جلسة غدٍ عن البلاغات المقدّمة ضد النيابة العامة، وقصر حضور الجلسات على فريق الدفاع؛ فيما أكـد نادي قضاة مصر عدم قبوله أية اعتذارات؛ مشدداً على أنه "لا تفريط في حقوق القضاة وأعضاء النيابة العامة"؛ تبعاً لـ"المصري اليوم".
وأصدر "سلطان" بياناً أمس (الجمعة)، ذكر فيه أن المحاميين المحبوسين (إيهاب ساعي الدين ومصطفى فتوح) طلبا أن يوجّه نداء للمحامين بـ"ألا يتحملوا مشقة السفر إلى طنطا وحضور الجلسات؛ وذلك لتهيئة الأجواء اللازمة لهيئة الدفاع التي تؤدي عملها في ظروف صعبة، وقصر الحضور على جلسة الدفاع المكلّفة من المحاميين شخصياً، أو من مجلس نقابة المحامين، دون التقليل لأي أحد منهم، مع التوجّه بالشكر العميق لكل المحامين".
في المقابل، أكّـد نادي قضاة مصر تمسّكه بموقفه الثابت من الأزمة الحالية، وشدّد قيادات بمجلس إدارة النادي على "أنه لا تفريط في حقوق القضاة وأعضاء النيابة العامة، ولا قبول لأية اعتذارات من محامين بشأن ما وقع من اعتداءات على النيابة العامة ورموز القضاء"، مشيرين إلى أن الأمر برمته في يد القضاء الذي لا يملك أحد التدخّل في شئونه أو أحكامه.
وكشف المستشار أحمد الزند (رئيس نادي القضاة) عن أن أحد المحاميين أقسم على المصحف الشريف للمحامي مرتضى منصور (رئيس نادي الزمالك الأسبق) -عند زيارته لهما في محبسهما الأسبوع الماضي- أن مدير النيابة "باسم أبو الروس" لم يعتد عليه نهائياً، وأن الضرب الذي تعرّض له كان على يد حارسي النيابة.
وأوضح "الزند" أن اتهام مدير النيابة زوراً لضرب المحامي، جاء بنتائج عكسية، بعد أن تطاول بعض المحامين على القضاء والنيابة، وما ترتّب على ذلك من صدور حكم أول درجة بحبسهما"، ووصف "الزند" باسم أبو الروس (مدير نيابة ثاني طنطا)، بأنه شخص مهذب جداً ومتواضع، ولا يمكن أن يبدر منه أي فعل عنيف.
ولا تزال نيابة استئناف طنطا تحقق في واقعة اتهام الحارسين ومدير النيابة بضرب المحامي، بعد إثبات التقرير الطبي تعرّض المحامي للضرب في مناطق متفرقة من جسده.
ولم تنته النيابة من تحقيقاتها في هذه الواقعة حتى الآن؛ رغم مرور شهر عليها، وهو ما يثير حفيظة المحامين الذين يقارنون في مناقشاتهم في المحاكم بين معاقبة المحاميين، وإصدار حكم بحبسهما خلال 48 ساعة، والبطء الشديد في التحقيق في واقعة ضرب المحاميين إيهاب ساعي الدين ومصطفى فتوح.
ومن جهة أخرى، يُنتظر أن ينظّم المحامون إضراباً عاماً في جميع محاكم مصر اليوم (السبت) تنفيذاً لقرارات اجتماع النقابة العامة مع النقابات الفرعية، والذي عُقد عقب تأجيل جلسة الاستئناف.