داخل منزل بسيط في منطقة حدائق القبة.. قلب أم يتقطع، وعقل أب لا يتوقف عن التفكير، ودموع أبناء تتساقط ليلاً ونهاراً.. الابنة الصغري «٨ سنوات» اختفت في ظروف غامضة، جارتها اصطحبتها معها إلي السوبر ماركت منذ أسبوعين تقريباً، ولا أحد يعرف عنهما شيئاً حتي تلك اللحظة. تفاصيل مأساة الأسرة في السطور التالية، كما ترويها أسرة الابنة المختفية.
قبل أكثر من ١٠ سنوات قرر الأب أن يرحل عن محافظته في صعيد مصر، يسافر إلي القاهرة بحثاً عن فرصة عمل تنتشله من ظروفه المادية المتواضعة، تحدث مع زوجته واتفقا علي الرحيل، اصطحبا الزوجان أطفالهما واستقلوا القطار إلي القاهرة، ساعده أحد معارفه في العمل كحراس لعمارة في منطقة حدائق القبة. مرت الأيام والأشهر والسنوات وتحسن حال الأسرة قليلاً، بعدما بحث الأب عن فرصة عمل إضافية إلي جوار العمل كحارس للمنزل.
سيدة في العقد الثالث من عمرها كانت تعمل في المنزل المجاور للمنزل الذي تعمل به الأسرة تعرفت عليها الزوجة، تذهب إليها وتحضر هي إليهم، تجلس مع الأسرة، وتداعب الأطفال، تحضر السيدة ابنها ليلعب مع أطفال الأسرة.
صباح يوم السبت قبل الماضي، فوجئت الزوجة بتلك الجارة تدخل عليها منزلها، وتخلع النقاب الذي كانت ترتديه، بدا عليها التوتر والخوف من شيء ما، سألتها الزوجة عن السبب، فردت بأن رجال الشرطة في الشارع ويقبضون علي كل من يشاهدونه أمام المنزل، أدخلتها الزوجة إلي غرفتها وجلست إلي جوارها وهدأتها.
مرت ساعة واحدة علي هذا الحوار.. ثم طلبت الجارة من الزوجة أن تسمح لطفلتها الصغيرة «زينب ـ ٨ سنوات» بأن تذهب معها لشراء بعض المتطلبات من سوبر ماركت علي ناصية الشارع، لم ترفض الزوجة، ولم تشك في شيء.
أمسكت الطفلة الصغيرة في يد الجارة وخرجتا معاً إلي الشارع، كان هذا هو المشهد الأخير للأم. لم تشاهد ابنتها بعده ولم تعد الجارة من الخارج، مرت الساعات وشعرت الأم بقلق علي ابنتها،
خرجت إلي الشارع بحثاً عن الجارة والابنة، توجهت إلي منزل الجارة، والنتيجة لا يوجد أحد، سألت صاحب السوبر ماركت فأجابها بأن الجارة والطفلة خرجتا من عنده منذ أكثر من ٥ ساعات، دارت الأم كالمجنونة تبحث عن الطفلة في كل مكان ولم تنته إلي شيء.
اتصلت الزوجة بالأب وإخوته.. حضروا إلي المنزل، لفوا في الشوارع المجاورة.. توجهوا إلي منزل أسرة الجارة، فأخبرهم شقيقها بأنهم لا يعرفون عنها شيئاً منذ أكثر من ٣ سنوات.
وكانت المفاجأة عندما أبلغهم أحد الجيران، بأن تلك الجارة كانت قد خطفت طفله منذ سنة تقريباً، واختفت عن المكان، ولكن الجار توجه إلي منزل أسرة الجارة وتحفظ علي ابن جارته التي خطفت طفله، وعندما علمت السيدة بما قام به الجار أعادت إليه طفله لكي يترك طفلها.
حاولت أسرة الطفلة المختفية أن تكرر ما فعله جارهم، ولكنهم فشلوا في الوصول إلي ابن تلك السيدة، أسرتها أكدت أنها أخذته معها. بعد يومين توجهت الأسرة إلي قسم شرطة حدائق القبة وحرروا المحضر رقم ٣٣٧٤ لسنة ٢٠٠٨، يفيد باختفاء ابنتهم «زينب حسن» وأعطوا رجال المباحث أوصافها، واتهموا جارتهم باختطاف الطفلة، ولم يفسروا سبب الاختطاف، وأدلوا بأوصاف المتهمة، أمر اللواء فاروق لاشين، مساعد الوزير، مدير المباحث الجنائية بالقاهرة بتشكيل فريق بحث لضبط السيدة.