منتـــــــــــــــديات فن الابداع
ملف كامل عن رمضان 650983724
منتـــــــــــــــديات فن الابداع
ملف كامل عن رمضان 650983724
منتـــــــــــــــديات فن الابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتـــــــــــــــديات فن الابداع

{ أهلاً وسهلاً بك يا& زائر& منور المنتدى ونتمنى لك جولــــــــــــــ سعيده وممتعه ــــــــــــة }
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
ملف كامل عن رمضان Vote_rcapملف كامل عن رمضان Voting_barملف كامل عن رمضان Vote_lcap 
زهور الحب
ملف كامل عن رمضان Vote_rcapملف كامل عن رمضان Voting_barملف كامل عن رمضان Vote_lcap 
همسة دلع
ملف كامل عن رمضان Vote_rcapملف كامل عن رمضان Voting_barملف كامل عن رمضان Vote_lcap 
theknight
ملف كامل عن رمضان Vote_rcapملف كامل عن رمضان Voting_barملف كامل عن رمضان Vote_lcap 
haitham elzamalekawy
ملف كامل عن رمضان Vote_rcapملف كامل عن رمضان Voting_barملف كامل عن رمضان Vote_lcap 
طوق الياسمين
ملف كامل عن رمضان Vote_rcapملف كامل عن رمضان Voting_barملف كامل عن رمضان Vote_lcap 
ضي القمر
ملف كامل عن رمضان Vote_rcapملف كامل عن رمضان Voting_barملف كامل عن رمضان Vote_lcap 
yuri
ملف كامل عن رمضان Vote_rcapملف كامل عن رمضان Voting_barملف كامل عن رمضان Vote_lcap 
red Rose
ملف كامل عن رمضان Vote_rcapملف كامل عن رمضان Voting_barملف كامل عن رمضان Vote_lcap 
عاشق أللؤلؤة
ملف كامل عن رمضان Vote_rcapملف كامل عن رمضان Voting_barملف كامل عن رمضان Vote_lcap 
المواضيع الأخيرة
» فراغ فراغ فراغ
ملف كامل عن رمضان Emptyالأربعاء يونيو 27, 2012 1:55 am من طرف Admin

» تقدم اقووووووووووى العروووووووض واحدث الموديلات ( تورست كار)
ملف كامل عن رمضان Emptyالثلاثاء مايو 22, 2012 12:04 am من طرف Admin

» تورست كار لإيجار السيارات والليموزين والخدمات السياحية
ملف كامل عن رمضان Emptyالأربعاء مايو 09, 2012 1:31 pm من طرف كار ليموزين

» 25 خطوة عملية في زيادة الثقة بالنفس
ملف كامل عن رمضان Emptyالأربعاء أبريل 25, 2012 12:07 am من طرف Admin

» لجنة الانتخابات الرئاسية تستبعد أحمد شفيق من الترشح
ملف كامل عن رمضان Emptyالثلاثاء أبريل 24, 2012 11:58 pm من طرف Admin

»  مساج الأطفال
ملف كامل عن رمضان Emptyالأربعاء أبريل 18, 2012 8:13 pm من طرف Admin

» اشتري مصري انت مصرى
ملف كامل عن رمضان Emptyالأربعاء ديسمبر 14, 2011 1:19 pm من طرف Admin

» عامر منيب فى ذمة الله بعد صراع مع المرض
ملف كامل عن رمضان Emptyالسبت نوفمبر 26, 2011 12:13 pm من طرف Admin

» وفاة طلعت السادات رئيس حزب مصر القومى
ملف كامل عن رمضان Emptyالأحد نوفمبر 20, 2011 1:46 pm من طرف Admin

» مواعيد الانتخابات البرلمانية والأعادة لكل محافظات مصر
ملف كامل عن رمضان Emptyالخميس نوفمبر 17, 2011 9:23 pm من طرف Admin

» هل تعلم سبب لبس خاتم الخطوبة في الاصبع الرابع
ملف كامل عن رمضان Emptyالأربعاء نوفمبر 16, 2011 11:15 pm من طرف Admin

» تغير الارقام لجميع ارقام الهواتف
ملف كامل عن رمضان Emptyالخميس أكتوبر 06, 2011 11:35 pm من طرف Admin

» اللهم امين
ملف كامل عن رمضان Emptyالإثنين أكتوبر 03, 2011 11:45 am من طرف Admin

» انظروا ماذا فعلت حين امرها الشيخ ان تخلع كل ملابسها...عبره لنا ..
ملف كامل عن رمضان Emptyالجمعة سبتمبر 16, 2011 11:21 pm من طرف Admin

» أحيانا أرى حلمــا
ملف كامل عن رمضان Emptyالخميس سبتمبر 15, 2011 4:30 pm من طرف Admin


 

 ملف كامل عن رمضان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زهور الحب
عضو فعال
عضو فعال
زهور الحب


رقم العضوية رقم العضوية : 155
المهنة المهنة : ملف كامل عن رمضان Profes10
عارضة طاقة عارضة طاقة :
ملف كامل عن رمضان Left_bar_bleue60 / 10060 / 100ملف كامل عن رمضان Right_bar_bleue

الجنس الجنس : انثى
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1859
نقاط نقاط : 2930
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 02/03/2010
العمر العمر : 35
الموقع الموقع : http://tearssoma.7abibomri.com

ملف كامل عن رمضان Empty
مُساهمةموضوع: ملف كامل عن رمضان   ملف كامل عن رمضان Emptyالإثنين يوليو 05, 2010 8:33 am


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ




إن الحمدَ لله نحمدُه ونستعينهُ، ونستغفره ونتوب
إليه، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا. من يهدِه اللهُ
فلا مضلَ له، ومن يضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إِلـهَ إِلاَّ اللهُ
وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه صلَّى الله عليه وعلى
آلِه وأصحابِه ومن تبعهم بإِحسانٍ إلى يومِ الدين وسلَّم تسليماً.



أسأل الله تعالى أن يجعل عملنا خالصاً لله، وأن ينفع به إنه جواد كريم




ملف كامل عن رمضان 15




فضلْ شهرْ رمضَان




الحمدُ للهِ الذي أنشأَ وبَرَا، وخلقَ الماءَ والثَّرى، وأبْدَعَ كلَّ
شَيْء وذَرَا، لا يَغيب عن بصرِه صغيرُ النَّمْل في الليل إِذَا سَرى، ولا
يَعْزُبُ عن علمه مثقالُ ذرةٍ في الأرض ولاَ في السَّماء، { لَهُ مَا فِي
السَّمَـوَتِ وَمَا فِي الاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ
الثَّرَى * وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ
وَأَخْفَى * اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الاَْسْمَآءُ الْحُسْنَى
} [طه: 6 8]، خَلَقَ آدَمَ فابتلاه ثم اجْتَبَاهُ فتاب عليه وهَدَى،
وبَعَثَ نُوحاً فصنَع الفُلْكَ بأمر الله وجَرَى، ونَجَّى الخَليلَ من
النَّارِ فصار حَرُّها بَرْداً وسلاماً عليه فاعتَبِرُوا بِمَا جَرَى،
وآتَى مُوسى تسعَ آياتٍ فَمَا ادَّكَرَ فِرْعَوْنُ وما ارْعَوَى، وأيَّدَ
عيسى بآياتٍ تَبْهَرُ الوَرى، وأنْزلَ الكتابَ على محمد فيه البيَّناتُ
والهُدَى، أحْمَدُه على نعمه التي لا تَزَالُ تَتْرَى، وأصلِّي وأسَلِّم
على نبيِّه محمدٍ المبْعُوثِ في أُمِ القُرَى، صلَّى الله عليه وعلى
صاحِبِهِ في الْغارِ أبي بكرٍ بلا مِرَا، وعلى عُمَرَ الْمُلْهَمِ في رأيه
فهُو بِنُورِ الله يَرَى، وعلى عثمانَ زوجِ ابْنَتَيْهِ ما كان حديثاً
يُفْتَرَى، وعلى ابن عمِّهِ عليٍّ بَحْرِ العلومِ وأسَدِ الشَّرى، وعلى
بَقيَةِ آله وأصحابِه الذين انتَشَرَ فضلُهُمْ في الوَرَىَ، وسَلَّمَ
تسليماً.



إخواني: لقد أظَلَّنَا شهرٌ كريم، وموسمٌ
عظيم، يُعَظِّمُ اللهُ فيه الأجرَ ويُجْزلُ المواهبَ، ويَفْتَحُ أبوابَ
الخيرِ فيه لكلِ راغب، شَهْرُ [1] في فضل شهر رمضانالخَيْراتِ والبركاتِ،
شَهْرُ المِنَح والْهِبَات، { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ
الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ
فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ
عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ
الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ
وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
} [البقرة: 185]، شهرٌ مَحْفُوفٌ بالرحمةِ والمغفرة والعتقِ من النارِ،
أوَّلُهُ رحمة، وأوْسطُه مغفرةٌ، وآخِرُه عِتق من النار. اشْتَهَرت
بفضلِهِ الأخبار، وتَوَاتَرَت فيه الاثار، ففِي الصحِيْحَيْنِ: عن أبي
هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: « إِذَا جَاءَ
رمضانُ فُتِّحَت أبوابُ الجنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبوابُ النار، وصُفِّدتِ
الشَّياطينُ ». وإنما تُفْتَّحُ أبوابُ الجنة في هذا الشهرِ لِكَثْرَةِ
الأعمالِ الصَالِحَةِ وتَرْغِيباً للعَاملِينْ، وتُغَلَّقُ أبوابُ النار
لقلَّة المعاصِي من أهل الإِيْمان، وتُصَفَّدُ الشياطينُ فَتُغَلُّ فلا
يَخْلُصونُ إلى ما يَخْلُصون إليه في غيرِه.



وَرَوَى الإِمامُ أحمدُ عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى
الله عليه وسلّم قال: « أُعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم
تُعْطهُنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها؛ خُلُوف فِم الصائِم أطيبُ عند الله
من ريح المسْك، وتستغفرُ لهم الملائكةُ حَتى يُفطروا، ويُزَيِّنُ الله
كلَّ يوم جَنتهُ ويقول: يُوْشِك عبادي الصالحون أن يُلْقُواْ عنهم المؤونة
والأذى ويصيروا إليك، وتُصفَّد فيه مَرَدةُ الشياطين فلا يخلُصون إلى ما
كانوا يخلُصون إليه في غيرهِ، ويُغْفَرُ لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول
الله أهِيَ ليلةُ القَدْرِ؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يُوَفَّى
أجْرَهُ إذا قضى عَمَلَه ».



إخواني: هذه الخصالُ الخَمسُ ادّخَرَها الله
لكم، وخصَّكم بها مجالس شهر رمضانمِنْ بين سائِر الأمم، وَمنَّ عليكم
ليُتمِّمَ بها عليكُمُ النِّعَمَ، وكم لله عليكم منْ نعم وفضائلَ: {
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ ءَامَنَ
أَهْلُ الْكِتَـبِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ
وَأَكْثَرُهُمُ الْفَـسِقُونَ } [آل عمران: 110].



الخَصْلَةُ الأولى:


أن خُلْوفَ فَمِ الصائِم أطيبُ عند الله مِنْ ريحِ المسك، والخلوف بضم
الخاءِ أوْ فَتْحَها تَغَيُّرُ رائحةِ الفَم عندَ خُلُوِّ الْمَعِدَةِ من
الطعام. وهي رائحةٌ مسْتَكْرَهَةٌ عندَ النَّاس لَكِنَّها عندَ اللهِ
أطيبُ من رائحَةِ المِسْك لأنَها نَاشِئَةٌ عن عبادة الله وَطَاعَتهِ.
وكُلُّ ما نَشَأَ عن عبادته وطاعتهِ فهو محبوبٌ عِنْدَه سُبحانه يُعَوِّضُ
عنه صاحِبَه ما هو خيرٌ وأفْضَلُ وأطيبُ. ألا تَرَوْنَ إلى الشهيدِ الذي
قُتِلَ في سبيلِ اللهِ يُريد أنْ تكونَ كَلِمةُ اللهِ هي الْعُلْيَا يأتي
يوم الْقِيَامَةِ وَجرْحُه يَثْعُبُ دماً لَوْنُهَ لونُ الدَّم وريحُهُ
ريحُ المسك؟ وفي الحَجِّ يُبَاهِي اللهُ الملائكة بأهْل المَوْقِفِ فيقولُ
سبحانَه: « انْظُرُوا إلى عبادِي هؤلاء جاؤوني شُعْثاً غُبْرا ً». رواه
أحمد وابن حبَّان في صحيحه، وإنما كانَ الشَّعَثُ محبوباً إلى اللهِ في
هذا الْمَوْطِنِ لأنه ناشِأُ عَن طاعةِ اللهِ باجتنابِ مَحْظُوراتِ
الإِحْرام وترك التَّرَفُّهِ.



الخَصْلَةُ الثانيةُ:


أن الملائكةَ تستغفرُ لَهُمْ حَتَّى يُفْطروا. وَالملائِكةُ عبادٌ
مُكْرمُون عند اللهِ { لاَّ يَعْصُونَ اللَّهَ مَآ أَمَرَهُمْ
وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [التحرم: 6]. فهم جَديْرُون بأن يستجيبَ
الله دُعاءَهم للصائمينَ حيث أذِنَ لهم به. وإنما أذن الله لهم
بالاستغفارِ للصائمين مِنْ هذه الأُمَّةِ تَنْويهاً بشأنِهم، ورفْعَةً
لِذِكْرِهِمْ، وَبَياناً لفَضيلةِ صَوْمهم، والاستغفارُ: طلبُ الْمغفِرةِ
وهِي سَتْرُ الذنوب في الدُّنْيَا والاخِرَةِ والتجاوزُ عنها. وهي من
أعْلىَ المطالبِ وأسْمَى الغَاياتِ فَكلُّ بني آدم خطاؤون مُسْرفونَ على
أنفسِهمْ مُضْطَرُّونَ إلَى مغفرة اللهِ عَزَّ وَجَل.



الخَصْلَةُ الثالثةُ:


أن الله يُزَيِّنُ كلَّ يوم جنَّتَهُ ويَقول: « يُوْشِك عبادي الصالحون
أن يُلْقُوا عنهُمُ المَؤُونة والأَذَى ويصيروا إليك » فَيُزَيِّن تعالى
جنته كلَّ يومٍ تَهْيئَةً لعبادِهِ الصالحين، وترغيباً لهم في الوصولِ
إليهَا، ويقولُ سبحانه: « يوْشِك عبادِي الصالحون أنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ
المؤونةُ والأَذَى » يعني: مؤونَة الدُّنْيَا وتَعَبها وأذاهَا
ويُشَمِّرُوا إلى الأعْمَالِ الصالحةِ الَّتِي فيها سعادتُهم في
الدُّنْيَا والاخِرَةِ والوُصُولُ إلى دار السَّلامِ والْكَرَامةِ.



الخَصْلَةُ الرابعة:


أن مَرَدةَ الشياطين يُصَفَّدُون بالسَّلاسِل والأغْلالِ فلا يَصِلُون
إِلى ما يُريدونَ من عبادِ اللهِ الصالِحِين من الإِضلاَلِ عن الحق،
والتَّثبِيطِ عن الخَيْر. وهَذَا مِنْ مَعُونةِ الله لهم أنْ حَبَسَ عنهم
عَدُوَّهُمْ الَّذِي يَدْعو حزْبَه ليكونوا مِنْ أصحاب السَّعير.
ولِذَلِكَ تَجدُ عنْدَ الصالِحِين من الرَّغْبةِ في الخَيْرِ والعُزُوْفِ
عَن الشَّرِّ في هذا الشهرِ أكْثَرَ من غيره.



الخَصْلَةُ الخامسةُ:


أن الله يغفرُ لأمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلّم في آخرِ ليلةٍ منْ هذا
الشهر إذا قَاموا بما يَنْبَغِي أن يقومُوا به في هذا الشهر المباركِ من
الصيام والقيام تفضُّلاً منه سبحانه بتَوْفَيةِ أجورِهم عند انتهاء
أعمالِهم فإِن العاملَ يُوَفَّى أجْرَه عند انتهاءِ عمله.



وَقَدْ تَفَضَّلَ سبحانه على عبادِهِ بهذا الأجْرِ مِنْ وجوهٍ ثلاثة:


الوجه الأول: أنَّه شَرَع لهم من الأعْمال
الصالحةِ ما يكون سبَبَاً لمغَفرةِ ذنوبهمْ ورفْعَةِ درجاتِهم. وَلَوْلاَ
أنَّه شرع ذلك ما كان لَهُمْ أن يَتَعَبَّدُوا للهِ بها. فالعبادةُ لا
تُؤخذُ إِلاَّ من وحي الله إلى رُسُلِه. ولِذَلِكَ أنْكَرَ الله على مَنْ
يُشَّرِّعُونَ مِنْ دُونِه، وجَعَلَ ذَلِكَ نَوْعاً مِنْ الشَّرْك،
فَقَالَ سبحانه: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدِّينِ
مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِىَ
بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّـلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الشورى: 21].



الوجه الثاني: أنَّه وَفَّقَهُمْ للعملِ
الصالح وقد تَرَكَهُ كثيرٌ من النَّاسِ. وَلَوْلا مَعُونَةُ الله لَهُمْ
وتَوْفِيْقُهُ ما قاموا به. فلِلَّهِ الفَضْلُ والمِنَّة بذلك.



{ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ قُل لاَّ تَمُنُّواْ عَلَىَّ
إِسْلَـمَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ
لِلاِْيمَـنِ إِنُ كُنتُمْ صَـدِقِينَ } [الحجرات: 17].



الوجه الثالث: أنَّه تَفَضَّلَ بالأجرِ
الكثيرِ؛ الحَسنةُ بعَشْرِ أمثالِها إلى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ
كثيرةٍ. فالْفَضلُ مِنَ الله بِالعَمَلِ والثَّوَابِ عليه. والحمدُ للهِ
ربِّ العالمين.



إخْوانِي: بُلُوغُ رمضانَ نِعمةٌ كبيرةٌ
عَلَى مَنْ بَلَغهُ وقَامَ بحَقِّه بالرِّجوع إلى ربه من مَعْصِيتهِ إلى
طاعتِه، ومِنْ الْغَفْلةِ عنه إلى ذِكْرِهِ، ومِنَ الْبُعْدِ عنهُ إلى
الإِنَابةِ إِلَيْهِ:



يَا ذَا الَّذِي مَا كفاهُ الذَّنْبُ في رَجبٍ حَتَّى عَصَى ربَّهُ في
شهر شعبانِ لَقَدْ أظَلَّكَ شهرُ الصَّومِ بَعْدَهُمَا فَلاَ تُصَيِّرْهُ
أَيْضاً شَهْرَ عِصْيانِ وَاتْل القُرآنَ وَسَبِّحْ فيهِ مجتَهِداًفَإِنه
شَهْرُ تسبِيحٍ وقُرْآنِكَمْ كنتَ تعرِف مَّمنْ صَام في سَلَفٍ مِنْ بين
أهلٍ وجِيرانٍ وإخْوَانِ أفْنَاهُمُ الموتُ واسْتبْقَاكَ بَعْدهم وحَيَّاً
فَمَا أقْرَبَ القاصِي من الدانِي اللَّهُمَّ أيْقِظنَا من رَقَدَات
الغفلة، ووفْقنا للتَّزودِ من التَّقْوَى قَبْلَ النُّقْلَة، وارزقْنَا
اغْتِنَام الأوقاتِ في ذيِ المُهْلَة، واغْفِر لَنَا ولوَالِدِيْنا
ولِجَمِيع المسلِمِين برَحْمتِك يا أَرحم الراحِمين.



وصلَّى الله وسلَّم على نبيَّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِهِ أجمعين.



من كتاب مجالس رمضان لفضيلة الشيخ العلامة


محمد بن صالح العثيمين رحمة الله رحمةً واسعة


ملف كامل عن رمضان 9_2






فضلِ الصِّيَام





الحمدُ لله اللطيفِ الرؤوفِ المَنَّانِ، الْغَنِيِّ القويِّ
السِّلْطَان، الحَلِيمِ الكَرِيم الرحيم الرحمن، الأوَّلِ فلا شَيْءٍ
قبلَه، الاخِرِ فلا شَيْء بعده، الظَاهرِ فلا شَيْء فوْقَه، الباطِن فلا
شَيْءً دُونَه، المحيطِ عِلْمَاً بما يكونُ وما كان، يُعِزُّ وَيُذِلُ،
ويـُفْـقِرُ ويُغْنِي، ويفعلُ ما يشاء بحكْمتِهِ كلَّ يَوْم هُو في شان،
أرسى الأرضَ بالجبالِ في نَوَاحِيها، وأرسَلَ السَّحاب الثِّقالَ بماءٍ
يُحْييْها، وقَضَى بالفناءِ على جميع سَاكِنِيها لِيَجزِيَ الذين أساؤوا
بِمَا عَمِلوا ويَجْزِي المُحْسنين بالإِحسان.



أحْمَدُه على الصفاتِ الكاملةِ الحِسَان، وأشكرُه على نِعَمِهِ
السَّابغةِ وبَالشَّكرِ يزيد العطاء والامْتِنَان، وأشهد أن لا إله إلاَّ
الله وحْدَه لا شريكَ له المَلِكُ الدَّيَّان، وأشهد أنَّ محمداً عَبْدُهُ
ورسولُهُ المبعوثُ إلى الإِنس والجان، صلَّى الله عليه وعلى آله وأصحابه
والتابعينَ لهم بإحسان ما توالت الأزمان، وسلَّم تسليماً.



إخْوانِي: اعلمُوا أنَّ الصومَ من أفضَلِ العباداتِ وأجلِّ الطاعاتِ جاءَتْ بفضلِهِ الآثار، ونُقِلَتْ فيه بينَ الناسِ الأَخبار.


فَمِنْ فضائِلِ الصومِ أنَّ اللهَ كتبَه على جميعِ الأُمم وَفَرَضَهُ
عَلَيْهم.قال الله تعالى: { يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ
عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183]. ولَوْلاَ أنَّه عبادةٌ عظيمةٌ
لاَ غِنَى لِلْخلقِ عن التَّعَبُّد بها للهِ وعما يَتَرَتَّب عليها مِنْ
ثوابٍ ما فَرَضَهُ الله عَلَى جميعِ الأُمَمِ.



ومِنْ فضائل الصومِ في رَمضانَ أنَّه سببٌ لمغفرة الذنوبِ وتكفيرِ
السيئاتِ، ففي الصحيحينِ عن أبي هريرةَ رضي الله عنه أن النبيَّ صلى الله
عليه وسلّم قَالَ: « مَنْ صَامَ رمضان إيماناً واحْتساباً غُفِرَ لَهُ ما
تقدَّم مِن ذنبه » يعني: إيماناً باللهِ ورضاً بفرضيَّةِ الصَّومِ عليهِ
واحتساباً لثَوابه وأجرهِ، لم يكنْ كارِهاً لفرضهِ ولا شاكّاً فيَ ثوابه
وأجرهِ، فإن الله يغْفِرُ له ما تقدَم من ذنْبِه.



وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «
الصَّلواتُ الخَمْسُ والجمعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ
مَا بينهُنَّ إذا اجْتُنِبت الْكَبَائر ».



ومِنْ فضائِل الصوم أنَّ ثوابَه لا يَتَقَيَّدُ بِعَدَدٍ مُعيَّنٍ بل
يُعطَى الصائمُ أجرَه بغير حسابٍ. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: قال الله تعالى:« كُلُّ عَمَل
ابن آدم لَهُ إلاَّ الصومَ فإِنَّه لي وأنا أجزي بهِ. والصِّيامُ جُنَّةٌ
فإِذا كان يومُ صومِ أحدِكم فَلاَ يرفُثْ ولا يصْخَبْ فإِنْ سابَّهُ أَحدٌ
أو قَاتله فَليقُلْ إِني صائِمٌ، والَّذِي نَفْسُ محمدٍ بِيَدهِ لخَلُوفُ
فمِ الصَّائم أطيبُ عند الله مِن ريح المسك، لِلصائمِ فَرْحَتَانِ
يَفْرَحُهما؛ إِذَا أفْطَرَ فرحَ بِفطْرهِ، وإِذَا لَقِي ربَّه فرُح
بصومِهِ ».



وَفِي رِوَايِةٍ لمسلم: « كُلُّ عملِ ابنِ آدمَ لَهُ يُضَاعفُ
الحَسَنَة بعَشرِ أمثالِها إلى سَبْعِمائِة ضِعْفٍ، قَالَ الله تعالى
إِلاَّ الصَومَ فإِنه لِي وأَنَا أجْزي به يَدَعُ شهْوَتَه وطعامه من
أجْلِي ».



وَهَذَا الحديثُ الجليلُ يدُلُّ على فضيلةِ الصومِ من وجوهٍ عديدةٍ:


الوجه الأول: أن الله اختصَّ لنفسه الصوم من
بين سائرِ الأعمال، وذلك لِشرفِهِ عنده، ومحبَّتهِ له، وظهور الإِخلاصِ له
سبحانه فيه، لأنه سِرُّ بَيْن العبدِ وربَّه لا يطَّلعُ عليه إلاّ الله.
فإِن الصائمَ يكون في الموضِعِ الخالي من الناس مُتمكِّناً منْ تناوُلِ ما
حرَّم الله عليه بالصيام، فلا يتناولُهُ؛ لأنه يعلم أن له ربّاً يطَّلع
عليه في خلوتِه، وقد حرَّم عَلَيْه ذلك، فيترُكُه لله خوفاً من عقابه،
ورغبةً في ثوابه، فمن أجل ذلك شكر اللهُ له هذا الإِخلاصَ، واختصَّ صيامَه
لنفْسِه من بين سَائِرِ أعمالِهِ ولهذا قال: « يَدعُ شهوتَه وطعامَه من
أجْلي ». وتظهرُ فائدةُ هذا الاختصاص يوم القيامَةِ كما قال سَفيانُ بنُ
عُييَنة رحمه الله: إِذَا كانَ يومُ القِيَامَةِ يُحاسِبُ الله عبدَهُ
ويؤدي ما عَلَيْه مِن المظالمِ مِن سائِر عمله حَتَّى إِذَا لم يبقَ إلاَّ
الصومُ يتحملُ اللهُ عنه ما بقي من المظالِم ويُدخله الجنَّةَ بالصوم.



الوجه الثاني: أن الله قال في الصوم: «
وأَنَا أجْزي به ». فأضافَ الجزاءَ إلى نفسه الكريمةِ؛ لأنَّ الأعمالَ
الصالحةَ يضاعفُ أجرها بالْعَدد، الحسنةُ بعَشْرِ أمثالها إلى سَبْعِمائة
ضعفٍ إلى أضعاف كثيرةً، أمَّا الصَّوم فإِنَّ اللهَ أضافَ الجزاءَ عليه
إلى نفسه من غير اعتبَار عَددٍ وهُوَ سبحانه أكرَمُ الأكرمين وأجوَدُ
الأجودين، والعطيَّةُ بقدر مُعْطيها. فيكُونُ أجرُ الصائمِ عظيماً كثيراً
بِلاَ حساب. والصيامُ صبْرٌ على طاعةِ الله، وصبرٌ عن مَحارِم الله،
وصَبْرٌ على أقْدَارِ الله المؤلمة مِنَ الجُوعِ والعَطَشِ وضعفِ البَدَنِ
والنَّفْسِ، فَقَدِ اجْتمعتْ فيه أنْواعُ الصبر الثلاثةُ، وَتحقَّقَ أن
يكون الصائمُ من الصابِرِين. وقَدْ قَالَ الله تَعالى: { إِنَّمَا
يُوَفَّى الصَّـبِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر: 10].



الوجه الثالث: أن الصَّومَ جُنَّةٌ: أي
وقايةٌ وستْرٌ يَقي الصَّائِمَ من اللَّغوِ والرَّفثِ، ولذلك قال: « فإِذا
كان يومُ صومِ أحدِكم فلا يرفُثْ وَلاَ يَصْخبْ »، ويقيه من النَّار.
ولذلك روى الإِمام أحمدُ بإسْناد حَسَنٍ عن جابر رضي الله عنه أنَّ
النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: « الصيام جُنَّةٌ يَسْتجِنُّ بها العبدُ
من النار».



الوجه الرابع: أنَّ خَلوفَ فمِ الصائمِ أطيبُ
عند الله مِنْ ريحِ المسْكِ لأنَّها من آثارِ الصيام، فكانت طيِّبةً عندَ
الله سبحانه ومحْبُوبةً له. وهذا دليلٌ على عَظِيمِ شأنِ الصيامِ عند الله
حَتَّى إنَّ الشيء المكروهَ المُسْتخْبَثَ عند الناس يَكونُ محبوباً عندَ
الله وطيباً لكونِهِ نَشَأ عن طاعَتِهِ بالصيام.



الوجه الخامس: أن للصائِمِ فرْحَتينْ:
فَرحَةً عند فِطْرِهِ، وفَرحةً عنْد لِقاءِ ربَّه. أمَّا فَرحُهُ عند
فَطْرهِ فيَفرَحُ بِمَا أنعمَ الله عليه مِنَ القيام بعبادِة الصِّيام
الَّذِي هُو من أفضلِ الأعمالِ الصالِحة، وكم أناسٍ حُرِمُوْهُ فلم
يَصُوموا. ويَفْرَحُ بما أباحَ الله له مِنَ الطَّعامِ والشَّرَابِ
والنِّكَاحِ الَّذِي كان مُحَرَّماً عليه حال الصوم. وأمَّا فَرَحهُ عنْدَ
لِقَاءِ ربِّه فَيَفْرَحُ بِصَوْمِهِ حين يَجِدُ جَزاءَه عند الله تعالى
مُوفَّراً كاملاً في وقتٍ هو أحوجُ ما يكون إِلَيْهِ حينَ يُقالُ: « أينَ
الصائمون ليَدْخلوا الجنَّةَ من بابِ الرَّيَّانِ الَّذِي لاَ يَدْخله
أحدٌ غيرُهُمْ ». وفي هذا الحديث إرشادٌ للصَّائِمِ إذا سَابَّهُ أحدٌ أو
قَاتله أن لا يُقابِلهُ بالمثْلِ لِئَلا يزدادَ السِّبابُ والقِتَالُ وأن
لا يَضْعُف أمامه بالسكوت بل يخبره بأنه صائم، إشارة إلى أنه لن يقابله
بالمثل احتراماً للصوم لا عجزاً عن الأخذ بالثأر وحيئنذٍ ينقطع السباب
والقتال: { ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا
إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظِّ عَظِيمٍ }
[فصلت: 34، 35].



ومِنْ فَضائِل الصَّومِ أنَّه يَشْفَع لصاحبه يومَ القيامة. فعَنْ
عبدالله بن عَمْرو رضي الله عنهما أنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلّم قال:
« الصِّيامُ والْقُرآنُ يَشْفَعَان للْعبدِ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَقُولُ
الصيامُ: أي ربِّ مَنَعْتُه الطعامَ والشَّهْوَة فشفِّعْنِي فيه، ويقولُ
القرآنُ منعتُه النوم بالليلِ فشَفِّعْنِي فيهِ، قَالَ فَيشْفَعَانِ »،
رَوَاهُ أَحْمَدُ.



إخْوانِي: فضائلُ الصوم لا تدركُ حَتَّى يَقُومَ الصائم بآدابه. فاجتهدوا في إتقانِ صيامِكم وحفظِ حدوده، وتوبوا إلى ربكم من تقصيركم في ذلك.


اللَّهُمَّ احفظْ صيامَنا واجعلْه شافعاً لَنَا،
واغِفْر لَنَا ولوالدينا ولجميع المسلمين، وصلَّى الله وسلّم على نبينا
محمد وعلى آله وصحبه.




من كتاب مجالس رمضان لفضيلة الشيخ العلامة


محمد بن صالح العثيمين رحمة الله رحمةً واسعة


ملف كامل عن رمضان 9_2






في الاجتْهاد في العشر الأواخر ولَيْلَة القدر






الحمدُ لله عالمِ السِّر والجهر، وقاصِمِ الجبابرةِ بالعزِّ والقهر،
مُحْصِي قطراتِ الماءِ وهو يَجْرِي في النَّهْر، وباعثِ ظلامِ الليلِ
ينسخُه نورُ الفجر، موِفِّر الثواب للعابدِينَ ومكملِّ الأجْر، العَالمِ
بخَائَنَةِ الأعينِ وخافية الصدر، شَمل برزقِه جميعَ خلقِه فلَم يْترُكِ
النملَ في الرَّمْلِ ولا الفرخَ في الْوَكر، أغنى وأفْقَرَ وبحِكْمَتِهِ
وقوع الغِنَى والفَقر، وفَضَّل بعضَ المخلوقاتِ على بعض حتى أوقاتَ
الدَّهر، لَيلةُ القدْر خيرٌ مِنْ ألفِ شهر، أحمدُه حمداً لا مُنتَهى
لعَدَدِه، وأشكره شكراً يسْتجلِبُ المزيدَ من مَددِه، وأشهد أنْ لا إِلهَ
إِلاَّ الله وحده لا شريكَ له شهادةَ مخْلِص في مُعْتَقَده، وأشهدُ أنَّ
محمداً عبدُه ورسولُه الَّذِي نَبع الماءُ منْ بينَ أصابع يدِه صلى الله
عليه وسلّم وعلى أبي بكرٍ صاحبه في رخائِه وشدائده، وعلى عمرَ بن الخطاب
كهْفِ الإِسلامِ وعَضُدِه، وعلى عثمانَ جامِع كتاب الله ومُوحِّدِه، وعلى
عليٍّ كافي الحروبِ وشجعَانِها بِمُفْرَدِه، وعلى آلِهِ وأصحابِه المحسنِ
كلٌ منهمْ في عملِه ومقصِده، وسلَّم تسليماً.





إخواني: في هذِه العشرِ المباركة ليلةُ
القَدْرِ الَّتِي شرَّفها الله على غيرها، ومَنَّ على هذه الأمة بجزيل
فضلها وخيرها، أشادَ الله بفضلها في كتابة المبين فقال تعالى: { إِنَّآ
أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ *
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِّنْ عِنْدِنَآ إِنَّا
كُنَّا مُرْسِلِينَ * رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ
الْعَلِيمُ * رَبِّ السَّمَـوَتِ وَالاَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِن
كُنتُم مُّوقِنِينَ إِن كُنتُم مُّوقِنِينَ * لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ
يُحْىِ وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ ءَابَآئِكُمُ الاَْوَّلِينَ }
[الدخان: 3 8]. وصفَها الله سبحانَه بأنها مباركةٌ لكَثْرةِ خيرِها
وبَركتِها وفضلها، فمِن بركتها أنَّ هذا القرآنَ المباركَ أُنْزِلَ فيها
ووصَفَها سبحانَه بأنه يُفْرَقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيم، يعني يفصَل من اللوح
المحفوظِ إلى الْكَتَبةِ ما هو كائنٌ مِنْ أمرِ الله سبحانَه في تلك
السنةِ من الأرزاقِ والآجالِ والخير والشرِّ وغير ذلك من كلِّ أمْرٍ حكيمٍ
من أوامِر الله المُحْكَمَةِ المتْقَنَةِ التي ليس فيها خَلَلٌ ولا نقصٌ
ولا سَفَهٌ ولا باطلٌ ذلك تقديرُ العزيز العليم. وقال تعالى: { إِنَّا
أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ
الْمَلَـئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ
وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَـمٌ هِىَ
حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } [القدر: 1 5]. الْقَدرُ بمعنَى الشرفِ
والتعظيم أوْ بمعنى التقديرِ والقضاءِ؛ لأنَّ ليلةَ القدر شريفةٌ عظيمةٌ
يقدِّر الله فيها ما يكون في السنةِ ويقضيهِ من أمورِهِ الحكيمةِ {
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ } يعني في الفضل والشرفِ
وكثرةِ الثواب والأجر ولذلك كانَ مَنْ قامَهَا إيماناً واحتساباً غُفِرَ
له ما تقدم من ذنبه. { تَنَزَّلُ الْمَلَـئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا
بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } الملائكة عبادٌ من عباد الله
قائمون بعبادته ليلاً ونهار { لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلاَ
يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ
} [الأنبياء: 19، 20] يتنزلون في ليلة القدر إلى الأرض بالخير والبركة
والرحمة { وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ } هو
جبريل عليه السلام خصَّه بالذكر لشرفه وفضله. { سَلَـمٌ هِىَ حَتَّى
مَطْلَعِ الْفَجْرِ } يعني أن ليلة القدر ليلةُ سلامَ للمؤمنين من كل مخوف
لكثرة من يعتقُ فيها من النار، ويَسْلمُ مِنْ عذابِها. { حَتَّى مَطْلَعِ
الْفَجْرِ } يعني أن ليلة القدرِ تنتهي بطلوعِ الفجرِ لانتهاءِ عملِ
الليلِ به، وفي هذه السورةِ الكريمةِ فضائلُ متعددةٌ لليلةِ القدرِ:





الفضيلةُ الأولى: أن الله أنزلَ فيها القرآنَ الَّذِي بهِ هدايةُ البشرِ وسعادتُهم في الدُّنَيا والاخرِهِ.




الفضيلةُ الثانيةُ: ما يدُل عليه الاستفهامُ من التفخيم والتعظيم في قولِه: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ }.




الفضيلةُ الثالثةُ: أنَّها خيرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ.




الفضيلةُ الرابعةُ: أنَّ الملائكةَ تتنزلُ فيها وهُمْ لاينزلونَ إلاَّ بالخيرِ والبركةِ والرحمةِ.




الفضيلةُ الخامسةُ: أنها سَلامٌ لكثرةِ السلامةِ فيها من العقابِ والعذابِ بما يقوم به العبدُ من طاعةِ الله عزَّ وجلَّ.




الفضيلة السادسةُ: أنَّ الله أنزلَ في فضِلِها سورةٌ كاملةً تُتْلَى إلى يومِ القيامةِ.




ومن فضائل ليلةِ القدرِ ما ثبتَ في الصحيحين من حديث أبي هريرةَ رضي
الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قالَ: « من قَامَ ليلةَ القدرِ
إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه »، فقوله إيماناً
واحتساباً يعني إيماناً بالله وبما أعدَّ اللهُ من الثوابِ للقائمينَ
فيهَا واحتساباً للأجرِ وطلب الثواب. وهذا حاصلٌ لمنْ علِمْ بها ومَنْ لم
يعلَمْ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم لَمْ يَشْترطِ العلمَ بهَا في
حصولِ هذا الأجر.





وليلةُ القدرِ في رمضانَ، لأنَّ الله أنزلَ القرآنَ فيهَا وقد أخْبَرَ
أنَّ إنزالَه في شهرِ رمضانَ، قال تعالى: { إِنَّا أَنزَلْنَـهُ فِى
لَيْلَةِ الْقَدْرِ } [القدر:1]، وقال: { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى
أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـتٍ مِّنَ الْهُدَى
وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ
مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ
اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ
الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ
تَشْكُرُونَ } [البقرة:185]. فبهذا تَعَيَّن أنْ تكونَ ليلةُ القدرِ في
رمضانَ، وهي موجودةٌ في الأمَم وفي هذه الأمةِ إلى يومِ القيامةِ لما روى
الإِمامُ أحْمَدُ والنسائيُّ عن أبي ذَرٍّ رضي الله عنه أنه قال: « يا
رسولَ الله أخْبرنِي عن ليلةِ القَدْرِ أهِي في رمضانَ أمْ في غيرهِ؟ قال:
بلْ هِي في رمضانَ. قال: تكونُ مع الأنبياءِ ما كانُوا فإذا قُبِضُوا
رُفِعَتْ أمْ هي إلى يومِ القيامةِ؟ قال: بل هي إلى يوم القيامة »
(الحديث). لَكِنْ فضلُها وأجْرُها يختَصُّ والله أعَلْمُ بهذه الأمةِ كما
اختصتْ هذه الأمة بفضيلة يوم الجمعة وغيرها من الفضائل ولله الحمدِ.





وليلةُ القَدْر في العشر الأواخر من رمضانَ لقول النبيِّ صلى الله عليه
وسلّم: « تَحَرِّوا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخر من رمضانَ »، متفقٌ
عليه. وهي في الأوْتار أقْرب من الأشفاعِ لقولِ النبيِّ صلى الله عليه
وسلّم: « تحروا ليلةَ القدرِ في الْوِترِ من العشرِ الأواخر من رمضان »،
رواه البخاري. وهي في السَّبْعِ الأواخرِ أقْرَبٌ، لحديث ابنِ عمر رضي
الله عنهما أنَّ رجالاً من أصحاب النبيِّ صلى الله عليه وسلّم أُرُوا
ليلةَ القدرِ في المنام في السبعِ الأواخر فقال النبيُّ صلى الله عليه
وسلّم: « أرَى رُؤياكُمْ قد تواطأت (يعني اتفقت) في السبعِ الأواخرِ فمن
كانَ مُتَحرِّيَها فَلْيتحَرَّها في السبعِ الأواخرِ »، متفق عليه. ولمسلم
عنه: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: « التمِسُوَها في العشر
الأواخر (يعني ليلةَ القدْرِ) فإن ضعف أحدُكم أو عجز فلا يُغْلَبَنَّ على
السبعِ البواقِي ». وأقربُ أوْتارِ السبعِ الأواخرِ ليلةُ سبعٍ وعشرينَ
لحديثِ أبيِّ بن كعب رضي الله عنه أنه قال: « والله لأعلم أيُّ ليلةٍ هي
الليلةُ التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بقيامِها هي ليلةُ سبعٍ
وعشرينَ »، رواه مسلم. ولا تَخْتَصُّ ليلةُ القدرِ بليلةٍ معينةٍ في جميعِ
الأعوامِ بل تَنتَقِّلُ فتكونُ في عامٍ ليلةَ سبع وعشرينَ مثلاً وفي عام
آخرَ ليلة خمسٍ وعشرينَ تبعاً لمشيئةِ الله وحكمتِه، ويدُلُّ على ذلك
قولُه صلى الله عليه وسلّم: « الُتمِسُوها في تاسعةٍ تبقى في سابعةٍ تبقَى
في خامسةٍ تبقَى »، رواه البخاري. قال في فتح الباري: أرجح الأقوال أنها
في وترٍ من العشرِ الأخيرِ وأنها تَنْتَقِلُ. اهـ.





وقد أخُفَى الله سبحَانه عِلْمَها على العبادِ رحمةً بهم ليَكْثُر
عملُهم في طلبها في تلك الليالِي الفاضلةِ بالصلاةِ والذكرِ والدعاءِ
فيزدادُوا قربةً من الله وثواباً، وأخفاها اختباراً لهم أيضاً ليتبينَ
بذلك مَنْ كانَ جادَّاً في طلبها حريصاً عليها مِمَّنْ كانَ كسلانَ
متهاوناً، فإنَّ مَنْ حرصَ على شيءٍ جدَّ في طلبِه وهانَ عليه التعبُ في
سبيلِ الوصولِ إليهِ والظَفر به، وربَّما يظهرُ اللهُ عِلْمَهَا لبعضِ
الْعبَادِ بأماراتٍ وعلاماتٍ يرَاهَا كما رأى النَبيُّ صلى الله عليه
وسلّم علامتَها أنه يسجُدُ في صبيحتِها في ماءٍ وطينٍ فنزل المطرُ في تلك
الليلةِ فسجد في صلاةِ الصبحِ في ماءٍ وطينٍ.





إخواني: ليلةُ القدرِ يُفْتح فيها الْبَاب،
ويقرَّبُ فيها الأحْبَابُ، ويُسْمَع الخطابُ، ويردُّ الجواب، ويُكْتَبُ
للعاملينَ فيها عظيمُ الأجرِ، ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألف شَهْر، فاجتهدُوا
رحمكم الله في طلبِها، فهذَا أوانُ الطَّلب، واحذَرَوا من الغفلةِ ففي
الغفلة العَطَب.





اللَّهُمَّ اجْعلْنَا ممن صامَ الشهر، وأدركَ ليلةَ القدرِ، وفاز بالثوابِ الجزيلِ الأجرِ.




اللَّهُمَّ اجْعلْنَا من السابقينَ إلى
الخيراتِ، الهاربينَ عن المنكَرات، الآمنينَ في الغرفات، مع الَّذِينَ
أنعمتَ عليهم وَوَقَيْتَهُمْ السيئاتِ، اللَّهُمَّ أعِذْنا من مُضلاَّتِ
الفتنِ، وجنبنا الفواحشَ ما ظهَرَ منها وما بطَن.





اللَّهُمَّ ارزُقْنَا شكرَ نعمتِك وحسنَ
عبادتكَ، واجْعلْنَا من أهل طاعتِك وولايتك، وآتنا في الدنيا حسنةً وفي
الاخرة حسنةً وقنَا عذَابَ النار، واغفر لنَا ولوالِدِينا ولِجميعِ
المسلمينَ برحمتك يا أرحمَ الرَّاحمين وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنَا
محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبه أجمعين.






من كتاب مجالس رمضان لفضيلة الشيخ العلامة


محمد بن صالح العثيمين رحمة الله رحمةً واسعة


ملف كامل عن رمضان 9_2








[b][b]
ليلة القدر




[/b]
[/b]
[b][b]بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:



الراجح الذي عليه جمهور العلماء أن ليلة القدر تكون في شهر رمضان،
وأنها في العشر الأواخر منه، وأما تحديدها في العشر الأواخر فمختلف فيه
تبعا لاختلاف الروايات الصحيحة، والأرجح أنها في الليالي الوتر من العشر
الأواخر، وأرجح ليلة لها هي ليلة السابع والعشرين .




وفضلها عظيم لمن أحياها ، وإحياؤها يكون بالصلاة، والقرآن، والذكر،
والاستغفار، والدعاء من غروب الشمس إلى طلوع الفجر، وصلاة التراويح في
رمضان إحياء لها.




يقول فضيلة الشيخ سيد سابق رحمه الله :



للعلماء آراء في تعيين هذه الليلة؛ فمنهم من يرى أنها ليلة الحادي
والعشرين، ومنهم من يرى أنها ليلة الثالث والعشرين، ومنهم من يرى أنها
ليلة الخامس والعشرين، ومنهم من ذهب إلى أنها ليلة التاسع والعشرين، ومنهم
من قال: إنها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر.




وأكثرهم على أنها ليلة السابع والعشرين، روى أحمد -بإسناد صحيح- عن ابن
عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان
متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين"، وروي مسلم وأحمد وأبو داود
والترمذي -وصححه- عن أبيِّ بن كعب أنه قال: "والله الذي لا إله إلا هو
إنها لفي رمضان -يحلف ما يستثني- والله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة
التي أمرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين،
وأمارتها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها".




ويقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي :



قد نَوَّه القرآن، ونَوَّهَت السُّنَّة بفضل هذه الليلة العظيمة، وأنزل
الله فيها سورة كاملة: (إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة
القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر. تَنَزَّل الملائكة والروح فيها بإذن
ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر).




عَظَّمَ القرآنُ شأنَ هذه الليلة، فأضافها إلى (القدر) أي المقام
والشرف، وأي مقام وشرف أكثر من أن تكون خيرًا وأفضل من ألف شهر. أي الطاعة
والعبادة فيها خير من العبادة في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.




وألف شهر تساوي ثلاثًا و ثمانين سنة وأربعة أشهر، أي أن هذه الليلة
الواحدة أفضل من عمر طويل يعيشه إنسان عمره ما يقارب مائة سنة، إذا أضفنا
إليه سنوات ما قبل البلوغ والتكليف.




وهي ليلة تتنزَّل فيها الملائكة برحمة الله وسلامه وبركاته، ويرفرف فيها السلام حتى مطلع الفجر.



وفي السُنة جاءت أحاديث جمة في فضل ليلة القدر، والتماسها في العشر
الأواخر ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة: "من قام ليلة القدر إيمانًا
واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه" (رواه البخاري في كتاب الصوم).




ويحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغفلة عن هذه الليلة وإهمال
إحيائها، فيحرم المسلم من خيرها وثوابها، فيقول لأصحابه، وقد أظلهم شهر
رمضان: "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَها
فقد حُرِم الخيرَ كله، ولا يُحرم خيرها إلا محروم" (رواه ابن ماجه من حديث
أنس، وإسناده حسن كما في صحيح الجامع الصغير وزيادته -2247).




وكيف لا يكون محرومًا من ضيع فرصة هي خير من ثلاثين ألف فرصة؟.



إن من ضيع صفقة كان سيربح فيها 100% يتحسر على فواتها أيّما تحسر، فكيف
بمن ضيع صفقة كان سيربح فيها 3000000% ثلاثة ملايين في المائة؟!




أي ليلة هي ؟



ليلة القدر في شهر رمضان يقينًا، لأنها الليلة التي أنزل فيها القرآن،
وهو أنزل في رمضان، لقوله تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى
للناس وبينات من الهدى والفرقان) (البقرة: 185).




والواضح من جملة الأحاديث الواردة أنها في العشر الأواخر، لما صح عن
عائشة قالت: كان رسول الله يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول:
"تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان " (متفق عليه، اللؤلؤ
والمرجان -726).




وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم، خرج إليهم صبيحة عشرين
فخطبهم، وقال: "إني أريت ليلة القدر ثم أنسيتها - أو نسيتها - فالتمسوها
في العشر الأواخر، في الوتر" (متفق عليه، المصدر نفسه -724). وفي رواية:
"ابتغوها في كل وتر " (نفسه 725).




ومعنى (يجاور): أي يعتكف في المسجد، والمراد بالوتر في الحديث: الليالي الوترية، أي الفردية، مثل ليالي: 21، 23، 25، 27، 29.



وإذا كان دخول رمضان يختلف - كما نشاهد اليوم - من بلد لآخر، فالليالي
الوترية في بعض الأقطار، تكون زوجية في أقطار أُخرى، فالاحتياط التماس
ليلة القدر في جميع ليالي العشر.




ويتأكد التماسها وطلبها في الليالي السبع الأخيرة من رمضان، فعن ابن
عمر: أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأوا ليلة القدر في
المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى
رؤياكم قد تواطأت (أي توافقت) في السبع الأواخر، فمن كان متحريها،
فليتحرها في السبع الأواخر" (متفق عليه، عن ابن عمر، المصدر السابق -723).
وعن ابن عمر أيضًا: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز،
فلا يُغلبن على السبع البواقي" (رواه أحمد ومسلم والطيالسي عن ابن عمر كما
في صحيح الجامع الصغير 1242).




والسبع الأواخر تبدأ من ليلة 23 إن كان الشهر 29 ومن ليلة 24 إن كان الشهر 30 يومًا.



ورأي أبي بن كعب وابن عباس من الصحابة رضي الله عنهم أنها ليلة السابع
والعشرين من رمضان، وكان أُبَىّ يحلف على ذلك لعلامات رآها، واشتهر ذلك
لدى جمهور المسلمين، حتى غدا يحتفل بهذه الليلة احتفالاً رسميًا.




والصحيح:.أن لا يقين في ذلك، وقد تعددت الأقوال في تحديدها حتى بلغ بها الحافظ ابن حجر 46 قولاً.



وبعضها يمكن رَدُّه إلى بعض. وأرجحها كلها: أنها في وتر من العشر
الأخير، وأنها تنتقل، كما يفهم من أحاديث هذا الباب، وأرجاها أوتار العشر،
وأرجى أوتار العشر عند الشافعية ليلة إحدى وعشرين، وعند الجمهور ليلة سبع
وعشرين (فتح الباري -171/5 ط. الحلبي).




ولله حكمة بالغة في إخفائها عنا، فلو تيقنا أي ليلة هي لتراخت العزائم
طوال رمضان، واكتفت بإحياء تلك الليلة، فكان إخفاؤها حافزًا للعمل في
الشهر كله، ومضاعفته في العشر الأواخر منه، وفي هذا خير كثير للفرد
وللجماعة.




وهذا كما أخفى الله تعالى عنا ساعة الإجابة في يوم الجمعة، لندعوه في
اليوم كله، وأخفى اسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب؛ لندعوه بأسمائه
الحسنى جميعًا.




روى البخاري عن عبادة بن الصامت قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم
ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين (أي تنازعا وتخاصما) فقال:
"خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان، فرفعت (أي من قلبي فنسيت
تعيينها) وعسى أن يكون خيرًا لكم".




علامات ليلة القدر:



وقد ورد لليلة القدر علامات، أكثرها لا يظهر إلا بعد أن تمضى، مثل: أن تظهر الشمس صبيحتها لا شعاع لها، أو حمراء ضعيفة......إلخ.



ومثل: أنها ليلة مطر وريح، أو أنها ليلة طلقة بلجة، لا حارة ولا باردة، إلخ ما ذكره الحافظ في الفتح.



وكل هذه العلامات لا تعطي يقينًا بها، ولا يمكن أن تَطَّرد، لأن ليلة
القدر في بلاد مختلفة في مناخها، وفي فصول مختلفة أيضًا، وقد يوجد في بلاد
المسلمين بلد لا ينقطع عنه المطر، وآخر يصلي أهله صلاة الاستسقاء مما
يعاني من المَحْل، وتختلف البلاد في الحرارة والبرودة، وظهور الشمس
وغيابها، وقوة شعاعها، وضعفه، فهيهات أن تتفق العلامات في كل أقطار
الدنيا.




ومما بحثه العلماء هنا: هل تعتبر ليلة القدر ليلة خاصة لبعض الناس،
تظهر له وحده بعلامة يراها، أو رؤيا في منام، أو كرامة خارقة للعادة، تقع
له دون غيره؟ أم هي ليلة عامة لجميع المسلمين بحيث يحصل الثواب المرتب
عليها لمن اتفق له أنه أقامها، وإن لم يظهر له شيء؟.






لقد ذهب جمع من العلماء إلى الاعتبار الأول، مستدلين بحديث أبي هريرة: "من يقم ليلة القدر فيوافقها.." (رواية لمسلم عن أبي هريرة).



ما يقال فى هذه الليله :



وبحديث عائشة: أرأيت يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟.



فقال: "قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني" (رواه ابن ماجه
والترمذي عن عائشة). وفسَّروا الموافقة بالعلم بها، وأن هذا شرط في حصول
الثواب المخصوص بها.




ورجح آخرون معنى يوافقها: أي في نفس الأمر، إن لم يعلم هو ذلك، لأنه لا
يشترط لحصولها رؤية شيء، ولا سماعه، كما قال الإمام الطبري بحق.




وكلام بعض العلماء في اشتراط العلم بليلة القدر كان هو السبب فيما
يعتقده كثير من عامة المسلمين أن ليلة القدر طاقة من النور تُفتح لبعض
الناس من السعداء دون غيرهم. ولهذا يقول الناس: إن فلانا انفتحت له ليلة
القدر، وكل هذا مما لا يقوم عليه دليل صريح من الشرع.




فليلة القدر ليلة عامة لجميع من يطلبها، ويبتغي خيرها وأجرها، وما عند
الله فيها، وهي ليلة عبادة وطاعة، وصلاة، وتلاوة، وذكر ودعاء وصدقة وصلة
وعمل للصالحات، وفعل للخيرات.




وأدنى ما ينبغي للمسلم أن يحرص عليه في تلك الليلة: أن يصلي العشاء في جماعة، والصبح في جماعة، فهما بمثابة قيام الليل.



ففي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم" "من صلى العشاء في جماعة، فكأنما
قام نصف الليل، ومن صلى الصبح في جماعة، فكأنما صلى الليل كله" (رواه أحمد
ومسلم واللفظ له، من حديث عثمان، صحيح الجامع الصغير -6341).




والمراد: من صلى الصبح بالإضافة إلى صلاة العشاء، كما صرحت بذلك رواية
أبي داود والترمذي: "من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى
العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة" (المصدر السابق -6342).




والله أعلم


اسلاميات
[/b][/b]
[center]
أعمال العشر الأواخر من رمضان






[b]الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين وعلى آله وصحبة الغر الميامين .



أيها الأخوة المسلمون : موضوع حديثنا هذا اليوم عن أعمال العشر الأواخر


للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم و أصحابه أهمية
خاصة ولهم فيها هدى خاص ، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة
. والعبادة والقيام والذكر ولنتعرف في هذه الدقائق على أهم الأعمال التي
كان يحرص عليها الأولون وينبغي علينا الإقتداء بهم في ذلك :



1 ـ فمن أهم هذه الأعمال : { أحياء الليل }
فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر ومعنى إحياء الليل :
أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما ، وقد جاء عند النسائي عنها
أنها قالت : لا اعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة
ولاقام ليلة حتى أصبح ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان } فعلى هذا يكون
أحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل ، ويحتمل أنه كان يحي الليل
كله كما جاء في بعض طرق الحديث .



وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة لاشك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء حتى نتعرض لرحمات الله جل شأنه


2 ـ ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر : إيقاظ الرجل أهلة للصلاة .


فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة
كما في البخاري عن عائشة ، وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك
أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك
أهله في نومهم ، كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر .



3 ـ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زهور الحب
عضو فعال
عضو فعال
زهور الحب


رقم العضوية رقم العضوية : 155
المهنة المهنة : ملف كامل عن رمضان Profes10
عارضة طاقة عارضة طاقة :
ملف كامل عن رمضان Left_bar_bleue60 / 10060 / 100ملف كامل عن رمضان Right_bar_bleue

الجنس الجنس : انثى
عدد المساهمات عدد المساهمات : 1859
نقاط نقاط : 2930
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 02/03/2010
العمر العمر : 35
الموقع الموقع : http://tearssoma.7abibomri.com

ملف كامل عن رمضان Empty
مُساهمةموضوع: رد: ملف كامل عن رمضان   ملف كامل عن رمضان Emptyالإثنين يوليو 05, 2010 8:36 am

[b]
[b]
لماذا الدعاء ؟!



[/b][/b]
[b][b]لا
يوجد مؤمن إلا ويعلم أن النافع الضار هو الله سبحانه ، وأنه تعالى يعطي من
يشاء ، ويمنع من يشاء ، ويرزق من يشاء بغير حساب ، وأن خزائن كل شيء بيده
، وأنه تعالى لو أراد نفع عبد فلن يضره أحد ولو تمالأ أهل الأرض كلهم عليه
، وأنه لو أراد الضر بعبد لما نفعه أهل الأرض ولو كانوا معه . لا يوجد
مؤمن إلا وهو يؤمن بهذا كله ؛ لأن من شك في شيء من ذلك فليس بمؤمن ، قال
الله تعالى : {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ
كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ
لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ
الرَّحِيمُ } [ يونس : 107]
.

نعم والله لا ينفع ولا يضر إلا الله تعالى { إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } [ النحل : 53]
{ وَإِذَا مَسَّكُمُ الْضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ } [ الإسراء : 67] سقطت كل الآلهة ، وتلاشت كل المعبودات وما بقي إلا الله تعالى
{ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ }[ الإسراء : 67] {قُلْ فَمَن
يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرّاً أَوْ
أَرَادَ بِكُمْ نَفْعاً } [الفتح :11]

لا يسمع دعاء الغريق في لجة البحر إلا الله . ولا يسمع تضرع الساجد في
خلوته إلا . ولا يسمع نجوى الموتور المظلوم وعبرته تتردد في صدره ، وصوته
يتحشرج في جوفه إلا الله . ولا يرى عبرة الخاشع في زاويته والليل قد أسدل
ستاره إلا الله {وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى {7} اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى }[طه:8] يغضب إذا لم يُسأل ، ويحب كثرة الإلحاح والتضرع ، ويحب دعوة المضطر إذا دعاه ، ويكشف كرب المكروب إذا سأله
{أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ
وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا
تَذَكَّرُونَ }[النمل:62] .

روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ((
يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل
الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني
فأغفر له ؟)) [ رواه البخاري 7494 ومسلم 758]
الله أكبر ، فضل
عظيم ، وثواب جزيل من رب رحيم ، فهل يليق بعد هذا أن يسأل السائلون سواه ؟
وأن يلوذ اللائذون بغير حماه ؟ وأن يطلب العبادُ حاجاتهم من غيره ؟
أيسألون عبيداً مثلهم ، ويتركون خالقهم ؟! أيلجأون إلى ضعفاء عاجزين ،
ويتحولون عن القوي القاهر القادر ؟! هذا لا يليق بمن تشرف بالعبودية لله
تعالى ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (( من نزلت به
فاقة فأنزلها بالناس لم تُسدَّ فاقته ، ومن نزلت به فاقة فأنزلها بالله
فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل )) [ رواه أبو داود 1645والترمذي وصححه
2326 ] .
[/b][/b]
[b]

[b]
فضل الدعاء



[/b][/b]
[b][b]إن
الدعاء من أجلِّ العبادات ؛ بل هو العبادة كما قال النبي صلى الله عليه
وسلم ؛ ذلك لأن فيه من ذلِّ السؤال ، وذلِّ الحاجة والافتقار لله تعالى
والتضرع له ، والانكسار بين يديه ، ما يظهر حقيقة العبودية لله تعالى ؛
ولذلك كان أكرم شيء على الله تعالى كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (( ليس شيء أكرم على الله من الدعاء )) [ رواه الترمذي وحسنه 3370 وابن ماجه 3829] .

وإذا دعا العبد ربه فربه أقربُ إليه من نفسه {
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ
الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[ البقرة : 186]
، قال ابن كثير رحمه الله
تعالى : (( في ذكره تعالى هذه الآية الباعثة على الدعاء متخللة بين أحكام
الصيام إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء عند إكمال العدة بل وعند كل فطر كما
روى ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى
الله عليه وسلم : (( إن للصائم عند فطره دعوةً ما ترد )) [رواه ابن ماجه 1753 ، وانظر تفسير ابن كثير 1/ 328 ]
دعوةٌ عند الفطر ما ترد ، ودعاء في ثلث الآخر مستجاب ، وليلةٌ خير من ألف
شهر ، فالدعاء فيها خير من الدعاء في ألف شهر . ما أعظمه من فضل ! وأجزله
من عطاء في ليالٍ معدودات . فمن يملك نفسه وشهوته ، ويستزيد من الخيرات ،
وينافس في الطاعات ، ويكثرُ التضرع والدعاء .
[/b][/b]
[b]

[b]
ليالي الدعاء



[/b][/b]
[b][b]نحن نعيش أفضل الليالي ، ليالٍ تعظُم فيها الهبات ، وتنزل الرحمات ، وتقال العثرات ، وترفع الدرجات .
فهل يعقل أن تقضى تلك الليالي في مجالس الجهل والزور ، وربُ العالمين
ينزل فيها ليقضي الحوائج . يطلع على المصلين في محاريبهم ، قانتين خاشعين
، مستغفرين سائلين داعين مخلصين، يُلحون في المسألة ، ويرددون دعاءهم :
ربنا ربنا . لانت قلوبهم من سماع القرآن ، واشرأبت نفوسهم إلى لقاء الملك
العلام ، واغرورقت عيونهم من خشية الرحمن . فهل هؤلاء أقرب إلى رحمة الله
وأجدر بعطاياه أم قوم قضوا ليلهم فيما حرم الله ، وغفلوا عن دعائه وسؤاله؟
كم يخسرون زمن الأرباح ؟ وساء ما عملوا ؟ ما أضعف هممهم ، وما أحط نفوسهم
، لا يستطيعون الصبر ليالي معدودات !!



من يستثمر زمن الربح ؟!


هذا زمن الربح ، وفي تلك الليالي تقضى الحوائج ؛ فعلق – أخي المسلم –
حوائجك بالله العظيم ، فالدعاء من أجل العبادات وأشرفها ، والله لا يخيب
من دعاه قال سبحانه : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي
أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [ غافر : 60] وقال تعالى : { ادْعُواْ رَبَّكُمْ
تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ {55} وَلاَ
تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً
وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ}[ الأعراف
:56]
.
[/b][/b]
[b]

[b]
العلاقة بين الصيام والدعاء



[/b][/b]
[b][b]آيات الصيام جاء عقبها ذكرُ الدعاء {
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ
الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي
لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[ البقرة : 186]
قال بعض المفسرين : ((
وفي هذه الآية إيماءٌ إلى أن الصائم مرجو الإجابة ، وإلى أن شهر رمضان
مرجوة دعواته ، وإلى مشروعية الدعاء عند انتهاء كل يوم من رمضان )) [
التحرير والتنوير 2/179] والله تعالى يغضب إذا لم يسأل قال النبي عليه
الصلاة والسلام (( من لم يسأل الله يغضب عليه )) [ رواه أحمد 2/442 والترمذي 3373 ] .
[/b][/b]
[b]

[b]
الله تعالى أغنى وأكرم



[/b][/b]
[b][b]مهما سأل العبد فالله يعطيه أكثر ، عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام قال :
(( ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله
بها إحدى ثلاث : إما أن تعجل له دعوته ، وإما أن يدخرها له في الآخرة ،
وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها . قالوا : إذاً نكثر ، قال : الله أكثر
)) [ رواه أحمد 3/18].

والدعاء يرد القضاء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (( لا يرد القضاء إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر )) [ رواه الترمذي وحسنه 2139 والحاكم وصححه 1/493] . وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام : (( الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء )) [ رواه أحمد 5/234 والحاكم 1/493] فالله تعالى أكثر إجابة ، وأكثر عطاءً .
[/b][/b]
[b]

[b]
الذل لله تعالى حال الدعاء



[/b][/b]
[b][b]إن
الدعاء فيه ذلٌ وخضوع لله تعالى وانكسار وانطراح بين يديه ، قال ابن رجب
رحمه الله تعالى : وقد كان بعض الخائفين يجلس بالليل ساكناً مطرقاً برأسه
ويمد يديه كحال السائل ، وهذا من أبلغ صفات الذل وإظهار المسكنة والافتقار
، ومن افتقار القلب في الدعاء ، وانكساره لله عز وجل ، واستشعاره شدة
الفاقةِ ، والحاجة لديه . وعلى قدر الحرقةِ والفاقةِ تكون إجابة الدعاء ،
قال الأوزاعي : كان يقال : أفضل الدعاء الإلحاح على الله والتضرع إليه ))
[ الخشوع في الصلاة ص72] .


أيها الداعي : أحسن الظن بالله تعالى

والله تعالى يعطي عبده على قدر ظنه به ؛ فإن ظن أن ربه غني كريم جواد ،
وأيقن بأنه تعالى لا يخيب من دعاه ورجاه ، مع التزامه بآداب الدعاء أعطاء
الله تعالى كل ما سأل وزيادة ، ومن ظن بالله غير ذلك فبئس ما ظن ، يقول
الله تعالى في الحديث القدسي : (( أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا دعاني )) [ رواه البخاري 7505 ومسلم 2675] .



الدعاء في الرخاء من أسباب الإجابة



إذا أكثر العبدُ الدعاء في الرخاء فإنه مع ما يحصل له من الخير العاجل
والآجل يكون أحرى بالإجابة إذا دعا في حال شدته من عبد لا يعرف الدعاء إلا
في الشدائد . روى أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (( من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر من الدعاء في الرخاء )) [ رواه الترمذي وحسنه 3282 والحاكم وصححه 1/ 544] . ومع
أن الله تعالى خلق عبده ورزقه ، وأنعم عليه وهو غني عنه ؛ فإنه تعالى
يستحي أن يرده خائباً إذا دعاه ، وهذا غاية الكرم ، والله تعالى أكرم
الأكرمين .

روى سلمان رضي الله عنه فقال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن الله حييٌّ كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خالتين )) [ رواه أبو داود 1488والترمذي وحسنه 3556] .


العبرة بالصلاح لا بالقوة



قد يوجد من لا يؤبه به لفقره وضعفه وذلته ؛ لكنه عزيز على الله تعالى
لا يرد له سؤالاً ، ولا يخيب له دعوة ، كالمذكور في قول النبي صلى الله
عليه وسلم (( رب أشعث مدفوع ٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره )) [ رواه مسلم 2622] .
[/b][/b]
[b]

[b]
أيها الداعي : لا تعجل



[/b][/b]
[b][b]إن من الخطأ أن يترك المرء الدعاء ؛ لأنه يرى أنه لم يستجب له ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول : قد دعوت فلم يستجب لي )) [ رواه البخاري 6340 ومسلم 2735] .
قال مُورِّقٌ العجلي : (( ما امتلأت غضباً قط ، ولقد سألت الله حاجة
منذ عشرين سنة فما شفعني فيها وما سئمت من الدعاء )) [ نزهة الفضلاء ص
398] .

وكان السلف يحبون الإطالة في الدعاء قال مالك : (( ربما انصرف عامر بن
عبد الله بن ال***ر من العتمة فيعرض له الدعاء فلا يزال يدعو إلى الفجر
))[ نزهة الفضلاء 484] . ودخل موسى بن جعفر بن محمد مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم فسجد سجدة في أول الليل فسمع وهو يقول في سجوده : (( عظمُ الذنبُ عندي فليحسن العفو عندك يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة ، فما زال يرددها حتى أصبح )) [ نزهة الفضلاء 538] . الصيغة الحسنة في الدعاء


ينبغي – أيها المسلم – أن تقتفي أثر الأنبياء في الدعاء ، سئل الإمام
مالك عن الداعي يقول : يا سيدي فقال : (( يعجبني دعاء الأنبياء : ربنا
ربنا )) [ نزهة الفضلاء 621] .
[/b][/b]
[b]

[b]
هذه أيام الدعاء



[/b][/b]
[b][b]هذا
بعض ما يقال في الدعاء ، ونحن في أيام الدعاء وإن كان الدعاء في كل وقت ؛
لكنه في هذه الأيام آكد ؛ لشرف الزمان ، وكثرة القيام . فاجتهد في هذه
الأيام الفاضلة فلقد النبي صلى الله عل
[/b][/b]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ملف كامل عن رمضان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حلويات رمضانيه - حلى رمضان - وصفات متنوعه لشهر رمضان بالصور
» ملف كامل للعناية بالبشرة
» ّ..ّكتالوج كامل لسوريهات حواء ّ..ّ
» ملف كامل للعنايه ببشره الرجل
» "كتاب حصن المسلم كامل متكامل"

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتـــــــــــــــديات فن الابداع  :: المنتدى الاســـــــلامى-
انتقل الى: